تمّ إنجاز الديوان الجديد لمفدي زكرياء على أساس إحصاء ما نشر من شعر مفدي في دواوينه المطبوعة، ثمّ إحصاء ما نشر من شعره في كتب أخرى، وهو قابل للنشر محقّقا في ديوان جديد، ثمّ رصد شعره غير المنشور في أحد دواوينه السابقة، فيما توفّر من وثائق خطيّة، وصحف مغاربيّة ومشرقيّة، أو في كتاب، أو نشر في أحد دواوينه وهو ناقص نقصا فادحا، أو مختلف كثيرا عن أصله، فكانت النتيجة أن حصلنا على ديوان يقارب -من حيث حجمه- نصف شعره المطبوع في دواوينه الأربعة مجتمعة.
أمّا ترتيب القصائد في الديوان، فكان ترتيبا تاريخيّا، آخذين بما درج عليه الشّاعر في دوواينه السابقة، ولعلّ أهمّ ما يميّز هذا الديوان -في تقديري-، هو تقديمه -على خلاف دواوينه المطبوعة- صورة عن مفدي زكرياء الشاعر في مختلف مراحل حياته الأدبيّة، منذ أن كان شاعرا مبتدئا يتلمّس طريقه في دنيا الشعر، بخطى متعثّرة أحيانا، لكنّها تنبئ عن ميلاد شاعر فحل، إلى أن تمكّن من ناصيته، وأصبح ينافس على صدارته، فيقول في آخر بيت من هذا الديوان، مخاطبا جلالة الملك الحسن الثاني:
وَاسْـمَـحْ لِلْمَجْــدِ يُـسَاجِلُهُ عِـمْلاَقُ الـشِّـعْــــرِ وَأَوْحَـدُهُ.