هو الشيخ الحاج امحمَّد بن يوسف بن عيسى بن صالح، من عائلة آت اطفيَّش، ومن عشيرة الشيخ بامحمد بن عبد العزيز، من بني يزقن، ولاية غرداية.
وأمّه هي السيّدة مامة ستِّي بنت الحاج سعيد بن عدّون، من عشيرة آت يدّر.
وُلد خلال سنة 1243هـ/1827م بغرداية، حيث كانت عائلته تقيم مؤقّتا، ووافـته المنـيـَّة رحمه الله ببني يزقن، يوم السبت 24 ربيع الثاني سنة 1332هـ الموافق ليوم 21 مارس سنة 1914م، وذلك بعد مرض ألـمَّ به ثمانية أَيـَّام.
تلقّى تعليمه على يد أخيه الأكبر الحاج إبراهيم، وعلى تلاميذ الشيخ ضياء الدين عبد العزيز الثمينيّ، وهم: الشيخ الحاج امحمد بن عيسى ازبار، والشيخ عمر بن سليمان، والشيخ الحاج سعيد بن يوسف وينتن؛ والشيخ الحاج سليمان بن عيسى. وكان إلى جانب ذلك يعتمد على نفسه في تعلّمه اعتمادا شبه كليّ: كان يبتدئ أَوَّل الكتاب، أو أَوَّل الفنِّ على شيخه ثُمَّ يتِمُّ البقيّة لوحده، وساعده على هذا ذاكرته القويّة في الحفظ والفهم السريع، وطموحه ورغبته في التلقّي والتعلّم.
دفعه تكوينه العصاميُّ إلى البحث عن المصادر، فبدأ بما حوته مكتبات وادي مزاب، ثمّ راسل العمانيّين خاصّة لإمداده بالمصادر اللغويّة والأدبيّة، وكان يستعين بالمسافرين من تلاميذه إلى مصر والمغرب لاقتناء المؤلّفات المختلفة، وكانت رحلتاه الحجازيّتان فرصتين مهمّتين اقتنى فيهما كتبا من مكّة والمدينة ومصر وغيرها من المدن التي زراها، فخلّف مكتبة زاخرة في شتّى العلوم والفنون.