أبو طاهر إسماعيل بن موسى الجيطالي (ت: 750هـ / 1349م)، من علماء الخمسين الثانية من القرن الثامن الهجري، نشأ في مدينة جيطال في جبل نفوسة –ليبيا. وبعد المراحل الأولى من التعلُّم بها، أخذ العلم عن علاَّمة زمانه أبي موسى عيسى ابن عيسى الطرميسي، رفقة أبي ساكن عامر الشماخي – صاحب كتاب الإيضاح في الفقه -، فكانا كفرسي رهان في الذكاء والتلقِّي من شيخهما، ثمَّ في التدريس والتأليف.
اشتهر الجيطالي بحافظته القوية العجيبة، فكان شيخاً حافظاً، عالماً، عاملاً، محافظاً، شديداً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويبدو أنَّ جرأته في الحقِّ، هي التي دفعت أمير طرابلس الغرب لإيداعه السجن، فمكث فيه مدَّة، ثم أطلق سراحه بواسطة ابن مكي والي قابس. وكان الشيخ الجيطالي قد مدح هذا الوالي بقصيدة أنكرها فيما بعد. ويقول الشماخي إنَّ أبناء الشيخ أبي زكرياء فصيل بن أبي مسور، هم الذين عملوا على إطلاق سراحه من السجن، وتحمَّلوا معه مالاً في سبيل الله.
وبعد خروجه من السجن، قصد جزيرة جربة ونزل بها، فاستقبله علماؤها بحفاوة، واجتمع حوله الطلبة في حلقات للعلم. وكان يدِّرس ويصنِّف في المجلس الواحد. وقد درَّس الفقه والآداب والشعر في مزغورة بجربة.
لقِّب ب”فيلسوف الإسلام”، تشبيها له بأبي حامد الغزالي.