هو أبو العباس أحمد بن سعيد بن سليمان بن علي بن يخلف التمجاري الدرجيني الإباضي، عالم من علماء الشريعة، ومتكلم في قضايا العقيدة والإيمان على مذهب الإباضيّة، وله ولع بالتراجم وتقييد أخبار العلماء والأدباء، واهتمّ بالشعر وغلب فن التاريخ على أغلب تصانيفه. لم تهتّم كتب التاريخ والطبقات بوضع تاريخ محدد لولادته، وإنما بالاعتماد على ما ذكره من أنّه ارتحل في أوّل سن البلوغ إلى ورجلان وهي واحة توجد بجنوب الجزائر لطلب العلم، في سنة 616هـ / 1219م. يرّجح أنه ولد سنة 600هـ / 1204م، ويبدو أنّ ولادته كانت بمنطقة درجين ببلاد الجريد، جنوب تونس. وهو ينحدر من أسرة بربريّة كانت تسكن تمجار وسط جبل نفوسة بليبيا، وقد هاجر جدّه الأعلى الحاج بن يخلف إلى بلاد الجريد، التي كان أغلب سكّانها إباضيين. كان والده من أوّل الشّيوخ الذين أخذ عنهم العلم والأدب. تلقَّى تعلُّمه الأوَّل بدرجين، ثمَّ رحل إلى وارجلان سنة 616ه/ 1219م، وأخذ العلم عنالشيخ أبي سهل يحيى بن إبراهيم أحد علمائها وأيمتها المشاهير. وفي سنة 633هـ / 1235م. استأنف طلب العلم بتوزر وهناك أقبل على النظر في كتب التاريخ ومصنّفات المناظرة والجدل، وما لبث أن اتجه إلى جربة حيث أشير عليه بأن يأخذ في تأليف كتاب طبقات المشايخ وهو ما يذكره البرادعي في الجواهر المنتقاة.